حيات الدعية

<HR style="COLOR: #ffffff" SIZE=1>

الضغوط النفسية في حياة الداعية إن الحمد لله ، نحمده ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا وإمامنا محمداً عبد الله ورسوله ، أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح الأمة وتركها على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. أما بعد: فإن حياة الداعية إلى الله ليست حياة عادية كبقية البشر، وإنما تختلف في أيامها وساعاتها فضلاً عن سنواتها، فهم يحيون لا لذواتهم ... ولا لرغباتهم ... ولا لملذاتهم .. وإنما يعيشون لنثر الرايات البيضاء.. ترفرف على جنبات الأرض .. سهولها .. وجبالها .. وأحجارها .. وبحرها .. وجوها.. وأرضها قاطبةً. هم القوم نذروا حياتهم وأموالهم وعقولهم لكي يصلوا إلى قلوب الناس فيغرسوا فيها بذرة الإيمان ، ثم يتعاهدونها بالسقيا، يرجون بذلك الفوز بالجنان والنجاة من النيران، يلتحفون حديث نبيهم صلى الله عليه وسلم : " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النعم " . هؤلاء الذين يسارعون إذا أبطأ الناس ، وينشطون إذا عجز الناس، ويبذلون إذا منع الناس، نعم هذه معالمهم وهذه صفاتهم .إنهم حملوا راية الدعوة إلى الله ، وأنعم وأكرم بها من راية ، غايتهم رضا الله ، وإمامهم سيد بني الإنسان، ساروا خلفه واقتفوا أثره (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) إنهم بشر .. ولأنهم كذلك فهم يخالطون جميع شرائح المجتمع القريب .. والبعيد .. والبر .. والفاجر .. والمسلم .. والكافر .. والرجال .. والنساء .. والصغار .. والكبار. ومع هذا فتارةً يُقْبَلُون لدى الناس فيجدون الثناء والمديح، وأخرى يُرَدْوُن فليس لهم إلا الشتم والتجريح، تارةً يُكَرَّمُون وأخرى يُهَانُون . ثابتون على المبدأ .. ماضون في الطريق .. صابرون على البلاء. لهذا نرى الداعية إلى الله يبحر في سفينة الدعوة ؛ فتقابله الأمواج والعواصف ، وتعتريه حالات من الإقدام والإحجام، فيتعرض لما يشد أزره ويقوي أصره. وأحياناً يصيبه شيءٌ من الإحباط والتخلف عن الركب ، أو التأخر ، والسبب إما عوامل نفسية داخلية (ذاتية ) أو أحوال بيئية خارجية. لماذا هذا الموضوع ؟ وهل نحتاج إليه أم لا ؟ - لأن الحياة مليئة بالمشاغل والمهام وكثرة الأعباء وزيادة التكاليف، وكل هذا يؤثر على حياة الداعية. - ولأن الداعية شخصية اجتماعية مع جميع طوائف الناس، فكان واجباً عليه الفهم الدقيق لنفسيات الغير ومعرفة فن التعامل مع الآخرين. - الدعوة إلى كسر الحواجز والعوائق التي تعيق الداعية عن الاستمرارية في طريقه وخطه الدعوي . - تأصيل مبدأ استنزاف الطاقات والقدرات وتطويرها داخل نفسية الداعية. - تعميق جانب صدق اللجوء إلى الله والثقة به والاعتماد عليه حتى يرى النصر المبين. - معرفة المنهج السليم في التغلب على هذه الضغوط والتعامل معها لضمان استمرارية الداعية في دعوته. - فعندها تأتي الضغوط النفسية في حياة الداعية.

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور وما قصرت